... وطن في قاع الكأس ...

و طن في قاع الكأس



يدنو الليل ببطء

مثل رشفتي لكأسي

وعدني أن أجده

كيف و لازلت وحيدة

و قلمي لم يلقي براسه فوق وسادة السطور

***

تتساقط عقارب الساعة

الواحدة تلو الأخرى

في قيعان قلقي و شرودي

و تظل يدي ساكنه

و كأسي تعتصر ذاتها بداخلي

حريق

يشتعل

و لم أجده بعد

ولازالت قصيدته

تتحرك في غرفتي

تبعثر ثيابي

و عطوري

و أحذيتي

و مساحيق التجميل

و تسرق الورد من شرفتي

***

في منتصف الكأس

و الصبح على وشك النهوض فوق وجنتي

ولازلت تائهة

بتمنعن حواجز المدينة من الكلام

و تتربص بي

عيون القبيلة من خلف سطوري

و يظل هو

مبتسما

و قصيدته بيدي

لا تنام

تحرق غاباتي

و تقتلع من جذور الصمت

كل الأهات

***

تسقط القصيدة أرضا

و ينتهي الكأس

و اجده في قاع الكأس

وطني

الذي يغير ملامحي هجرتي لعالم الصمت

وطني الأخير

و بعدها سامزق زواج سفري

و اجعل من جنسيتي

و كنيتي

وطن لعينيه

لأنه وطني

مثل طريق طويل يفصل مدنتين

كانتا في الأصل وطنا وحدا



... تحياتي ...