... البقية تأتي ......

و البقية تأتي....



ليل بارد

و بقايا ذكريات

تنتشر مثل النار فوق جسدي المنهك

يحاول لملمت بقايا الرجل الغائب

يحاول أن يمسك برقبة الصيف

عد لي ربيعا ينحني فوق جيدي

و يقبلني عمرا من الثمالة

عد لي

فدفاتري

خاوية

مثل كأسي الأخير الباكي

***

تؤرقني دمعتي

سئمت النوم فوق خدي كل ليلة

أين يديه...؟

لتضم بقايا انين يتهادى فوق شفتي

يظلمني العمر

و أنطوي أنا بأحزاني و أشواقي

في دفاتري

***

مدفأة

ترقص فيها خيالات عمر انتحر بصمت

و كأس صامته ترتجف بين يدي

و قصيدة شعر بطعمه الشرقي تحتلني

تلمسني من تحت قميصي بهدوء

مثلما النار تصل بحنو الوليد بين يدي

و أظل صامته

كي لا يفرقني الحلم

فليل الصقيع يحتاج لأكثر من حلم

و لبسمة عاشق

يحصي النجوم بين مقلتي

***

تأخذني الذكريات بين كفيها

تضم خدي

تقبلني

تعيدني صبية تراقص سنابل العشق

تعيدني إلى مزرعة أبي

و أحضان أمي

تعيد لى رجفتي النائمة

أنا ثورة الليل قرب مدفأة

تذكر أهاتي

***

هناك في الخارج

ثلج

و صقيع

و بقايا خطوات طفلة

كبرت خلف المدفأة

و خلف الكأس

و في دفاترها

كبرت كثيرا

كبرت

و هاجرت عصافيرها شجرتها النائمة في الخارج بصحبة الليل

كل شيء سافر حتى الثلج سافر

و بقيت هي

بصحبة قصيدة تحمل هذيانها

و صور تتأرجح في قلبها

***

البقية تأتي

لازالت هنا

تبكي

و يبكي العطر المدفون في انوثتها

و تبكي فساتين سهراتها

و يبكي سريرها

و يظل الثلج يرحل

حتى يقترب العيد

رغم أن الليل طويل في في الشتاء

***

و تأتي البقية

و تصب كأس أخرى

و توقد نار أخرى

و تهرب تنهيدة أخرى

و تظل القصيدة

نائمة في شفتيها

... تحياتي ...